إحياء دور الفناء الداخلي للمسكن التقليدي كنموذج للتصميم المستدام للمسكن المعاصر في ليبيا

الملخص

أصبح مفهوم تطبيق الاستدامة امراً لا مفر منه، حيث لا يعتبر هذا المصطلح جديدا او مستحدثا بل تجسد فكريا ومنهجيا في العمارة التقليدية، و أصبحت ضرورة تطبيقه واجبة لتلبية احتياجات الحاضر مع الحفاظ على حق الأجيال القادمة في مصادر الطاقة والموارد الطبيعية هذا الامر الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه العمارة المعاصرة، اذ يؤثر المسكن على البيئة تأثيرا سلبيا من حيث استهلاكه المفرط للموارد الطبيعية إذا لم يصمم بأسس ومعايير التصميم البيئي من حيث استخدام المعالجات البيئية المعمارية للمسكن الليبي المطل على ساحل البحر المتوسط من عدة جوانب كالتوافق مع المناخ والمواد المحلية المستخدمة في البناء. وقد جسدت العمارة التقليدية في مختلف ارجاء العالم منذ القدم مفهوم الاستدامة الذي ارتبط بالتجربة مع البيئة والاستغلال الكفء لمصادر البيئة الطبيعية وفق تطور مر بمرحلة التجربة والخطأ عبر السنين بالاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة الطبيعية كالشمس والرياح وامكانيات التربة. يهدف هذا البحث لتحديد مفهوم الاستدامة في العمارة التقليدية عموما والمسكن ذو الفناء الوسطي بشكل خاص واستعراض جميع مميزات هذا النمط وإمكانية تحقيقه للأداء البيئي الامثل من خلال الفناء الداخلي. كذلك الاستفادة من المعالجات البيئية المعمارية في المسكن التقليدي ذو الفناء الداخلي وإعادة احيائها في المسكن المعاصر وتصميم مسكن حديث صديق للبيئة يقلل من استخدام الطاقة خصوصا في ظل ازمة انقطاع الكهرباء المستمرة، مع تحليل مثال لمبنى سكني تقليدي في مدينة درنة.