مقترح لمنهجية تطبيق برنامج التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي الليبية

الملخص

مؤسسات التعليم العالي في ليبيا يجب أن تهيئ نفسها وامكانياتها لتبني برامج وخطط للتعليم الإلكتروني. ليس فقط من أجل مجابهة الظروف والمستجدات والأزمات التي تواجه العملية التعليمية وتمنع المعلم والمُتعلم من الاجتماع في مكان واحد، بل للتعامل مع التطورات العلمية والتقنيات الحديثة لإدارتها وتطويرها. هذه التطورات تتسارع بصورة كبيرة وعدم مواكبتها في الوقت المناسب سوف تجعل التعليم العالي متأخرا عن ركب التقدم العلمي والتقني. في هذا البحث، تم تقديم منهجية لتطبيق برنامج تعليم إلكتروني في مؤسسات التعليم العالي يلخص تجارب الأخرين وبعض الآراء المختلفة في هذا المجال. وأيضا، وقبل تقديم هذه المنهجية، عرضنا الحد الأدنى من المتطلبات اللازمة التي يجب توفرها للتأكد من نجاح التطبيق، مثل: وجود بنية تحتية تقنية، توفر مرجعية قانونية، توفر وحدة إدارية وأكاديمية، توفر التأهيل اللازم للمحاضرين، توفير محتوى إلكتروني أكاديمي للمقررات التعليمية المستهدفة، توفير منصة أو نظام لإدارة التعليم الإلكتروني. هذه المنهجية اعتمدت على التطبيق التدريجي لخطوات البرنامج. يبدأ بوضع خطة واضحة ومفصلة يتم فيها تحديد القسم والمقرر التعليمي أو المقررات التعليمية المراد البدء بتطبيق مراحل برنامج التعليم الإلكتروني عليها. ثم يتم التأكد من توفر البنية التحتية التقنية اللازمة في تلك الأقسام. كما يجب تحديد وتدريب المحاضرين لتحليل المحتوى المستهدف وتحديد وتصميم أفضل الطرق لتقديمه إلكترونيا. كما يجب تدريب الطلبة المستهدفين على التعامل مع البرامج المستخدمة. المتابعة المستمرة لتطبيق البرنامج وقياس مدى تحصيل الطلبة ووضع تقارير عن سير البرنامج. التأكد من توفر فريق فني تقني لمتابعة تطبيق البرنامج تقنيا. مراجعة التقارير النهائية والوقوف على المشاكل والتحديات ووضع حلول لها لضمان عدم تكرارها. بعد التطبيق المحدود للمنهجية وضمان نجاح وسلامة مراحل التنفيذ، والتأكد من جاهزية جميع عناصر البرنامج، من تأهيل وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وتجهيز المحتوى والأنشطة الإلكترونية للمقررات الدراسية، يمكن التوسع في تطبيق البرنامج التعليمي الإلكتروني ليشمل كلية معينة أو مؤسسة التعليم العالي بالكامل. هذا التدرج يضمن عدم فشل البرنامج وسرعة اكتشاف الأخطاء واستدراكها.